لا يستطيع المرء الحر أن يتطفل على موائد الطعام دون أن يكون من أهل تلك المائدة أو من الضيوف المرحب بهم، ووراء كل شرف طفيلي يلتقط المدح والإعجاب دون أن يكون من أهله .
قصارى الأمر في طفيلي المائدة أن يكون بطيناً، وهناك طفيلي آخر أشد منه ،طفيلي مغرور أصابه الزهووالعُجْب، ربما لا مست ذهنه كلمة مدح فطار بها زهواً، أو كرسي أتلف روحه، أو مال جمعه وعدده، فزاد من حظوظ دنياه وخسر روحه ونفسه وآل إلى ذلة ( تعس عبد الدينار .. ) .
شعور يصيب كل نفس خدعة بمفخرة أشبه بسراب، قال ابن تيمية – رحمه الله – " وكم من مدع للمشيخة وفيه نقص من العلم والإيمان ما لا يعلمه إلا الله" العجب بالنفس نقص وحمق، "والله لا يحب كل مختال فخور " .
يريد أن يتصدر ويسود قبل أن يسوّد، وكما قيل : ما أبقى خفق النعال وراء الحمقى من عقولهم شيئاً، مغرور يتطاول على العلماء، وسفيه يتطاول على العقلاء، وصغير يتطاول على الكبار جدير به أن يهجر.
وكما قال الشافعي :
إنما نحترمك ما احترمت الأئمة،
كتبت هذا المقال قبل ضجيج العالم اليوم بالتطاول على أشرف الخلق فإنه يعظم الأمر عندما يتطاول دنيء الرجال على سيد الخلق ، يكشف عوار العقول، وبغض القلوب من أمة نسيت نفسها بغرورها ، والنفس إذا صغرت طال لسانها وتطاول .
آن لأبي حنيفة أن يمد رجليه .